بدأت اليوم الاثنين في العاصمة الاردنية عمان اعمال الدورة الثانية للمؤتمر العربي الصيني لرجال الاعمال تحت شعار تعميق التعاون: شراكة في الازدهار .

ووصف نائب رئيس الوزراء الاردني وزير المالية زياد فريز خلال افتتاحه اعمال هذه الدورة العلاقات العربية الصينية بالوطيدة وان جذورها ضاربة في اعماق التاريخ وتقوم على المودة وحسن التعامل والاحترام المتبادل.

واضاف ان الصين والعالم العربي يشتركان بسمات عديدة من ابرزها انهما يشكلان مهداً للحضارات وموئلاً تاريخياً للثقافات.

وحول العلاقات الاقتصادية بين اقطار العالم العربي والصين، قال فريز ان هذه العلاقات شهدت المزيد من التطور والتنامي بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين واقطار العالم العربي في عام 2005 حاجز الـ 50 مليار دولار امريكي، شكلت الصادرات العربية للصين 56 % من اجمالي حجم التبادل التجاري، فيما شكلت الواردات العربية للصين 44%.

واشار فريز الى ان حجم الاستثمارات الصينية المباشرة في البلدان العربية بلغت في عام 2005 نحو نصف مليار دولار امريكي، فيما بلغ حجم التمويل العربي للمشاريع التي اقيمت في الصين خلال نفس العام ما يزيد عن 1.5 مليار دولار امريكي.

وشدد رئيس اتحاد رجال الاعمال العرب حمدي الطباع على ضرورة تدعيم العلاقات الاقتصادية المستقبلية بين الطرفين من خلال توسيع الخدمات المصرفية المتبادلة، والتفكير جدياً في انشاء مؤسسة مالية مصرفية مشتركة كبنك عربي - صيني للتجارة والاستثمار وتعظيم الاستفادة من القدرات التكنولوجية الصينية والامكانات الكبيرة المتنوعة والمتوفرة في الدول العربية.

من جانبه، اعرب نائب رئيس المجلس الوطني الاستشاري الصيني رئيس الوفد لو هو كاي عن تقديره للجهود التي يبذلها الاردن في تعزيز التعاون العربي الصيني في كافة المجالات، خاصة بين البلدين احتفلاً بمرور 30 عاماً على علاقاتهما.

واكد لو ان الصين مهتمة بتطوير علاقاتها مع الدول العربية وتدعم قضاياها العادلة خاصة القضية الفلسطينية وضرورة حل الصراعات السياسية في المنطقة بالطرق السلمية والحفاظ على استقرار المنطقة، مشدداً على ضرورة تتطابق المصالح المشتركة لدى الجانبين لمواجهة التحديات الدولية على كافة الاصعدة، اضافة الى ضرورة وضع اهداف لترسيخ الشراكة والتماسك لتحقيق التنمية.

كما دعا الى ضرورة دفع العلاقات الاقتصادية بين الجانبين لتصل الى مستوى العلاقات السياسية والاستفادة من الخبرات المشتركة وتدوير الاقتصاد.

وقال لو ان الدول العربية هي الشريك الثامن للصين، لكن مازال امام الجانبين الكثير لزيادة التعاون من خلال تعزيز الشراكات التجارية بين الشركات ورجال الاعمال وضرورة انشاء منتدى مشترك للطاقة والاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الشراكات الصغيرة والمتوسطة وتسهيل عبور الاشخاص وحماية الحقوق المشتركة للشركات، موضحاً ان الصين على استعداد لتدريب الموارد البشرية العربية، اذ تسعى لتدريب 1500 شخص خلال السنوات الثلاثة القادمة من مختلف الدول العربية.

كما اعرب رئيس المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية وان جي في عن امله في تعزيز التبادل التجاري بين الطرفين وتوسيع التجارة البينية، مشيراً الى ان حجم التبادل التجاري بين الجانبين العام الماضي بلغ 65 مليار دولار متوقعاً ان يصل في عام 2010 الى 100 مليار دولار.

ويشارك في المؤتمر 800 من رجال الاعمال العرب والصينيين من مختلف القطاعات الاقتصادية وعدد من الوزراء العرب، وتناقش محاور المؤتمر الذي يقام لاول مرة في عاصمة عربية بعد عقد دورته الاولى في العاصمة الصينية بكين عام 2005 العلاقات التجارية والاستثمارية بين الدول العربية والصين وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا المتقدمة والسياحة والمقاولات وفرص الاستثمار في الاردن.

ويوفر المؤتمر فرصاً لعقد اللقاءات الثنائية بين رجال الاعمال العرب والصينيين بما يفتح المجال امام التعاون وعقد الصفقات والاتفاقيات بين الجانبين، كون الصين تلعب دوراً كبيراً في الاقتصاد العالمي ولديها شراكات كثيرة في الدول العربية.