中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > العلاقة بين الصين والاردن > التعاون التكنولوجي والتربوي والثقافي
كلمة سعادة يوي شياو يونغ سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدي المملكة الأردنية الهاشمية في صالون الثقافة الرمضاني :الصين شعب وحضارة
2012-08-17 13:13
 

(عمان، 13 آب 2012م)

السيد عمر المحترم،

الأصدقاء الكرام،

السيدات والسادة،

   مساء الخير.

   أولا اسمحوا لي أن أعبر عن شكري قلبي للسيد عمار على دعوته، ويشرفني أن أشارك في الصالون مع المشاهير والخبراء من القطاع الثقافي والسياسي والتجاري في شهر الرمضان المبارك. إن كلماتكم رائعة جدا. قال الفيلسوف الصيني المشهور كونفوشيوس إن يمشى ثلاثة اشخاص معا لا بد فيهم أستاذي. تعلمت كثيرا من أشعاركم و نثركم الجميلة وملاحظاتكم الدقيقة لزيارة الصين بما زاد معرفتي عن وطني إلى حد ما، حيث شعرت بصداقتكم للشعب الصيني، واستمتعت بجمال الحضارة العربية. أقدر كل تقدير لمستواكم العالى في الفنى والأدب، وأشكركم على مساهماتكم في تعزيز الصداقة والتعاون بين الصين والأردن.

    بهذه المناسبة أود أن أقدم لكم أحوال الاصلاح والتنمية والسياسة الخارجية للصين.

   إن الصين لها حضارة عريقة يرجع تاريخها إلى ما قبل 5000 سنة، نملك التاريخ المشرق والتقاليد المتميزة التى نعتز بها ونقرر بورثها. في نقس الوقت إننا ندرك إذا نريد تقدما فيجب علينا أخذ الاصلاح وتعلم من الدول الأخرى في العالم. لذلك طبقنا سياسة الاصلاح والانفتاح منذ عام 1978، قبل 34 سنة. اليوم، إن حجم اجمالي الاقتصاد الصيني أربع أضعاف من ما كان في عام 1978، وارتفعت نسبة إجمالي الاقتصاد الصيني في العالم من %1.8 إلى % 10 . قد بلغ الناتج المحلي الاجمالي الصيني 7 ألف مليار دولار في عام 2011. فشهدت الصين تغيرا وتطورا كبيرا في مجالات الاقتصاد والمجتمع والثقافة والتعليم. ترجع هذه النتائج إلى سياسة الاصلاح والانفتاح والجهود الدوؤبة التى بذلها 1.3 بليار شعب الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني و الحكومة الصينية وأيضا ترجع إلى طريق التنمية ذات الخصائص الصينية الذى تمشي عليه الصين في سبيل تعلم تجربة متقدمة من الدول الأخرى بما فيها الدول العربية انطلاقا من الظروف الصينية الواقعية.

    في نفس الوقت، إن الصين أكبر دولة من الدول النامية، وتواجه التحديات الكبيرة والشاقة. وإن حصة الناتج المحلي الاجمالي الصيني في العالم تبلغ % 10 ، ولكن نسبة عدد السكان الصينية في العالم تبلغ %20، يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الصيني 5000 دولار في عام 2011 وذلك يساوى المستوى الأردني في عام 2010 فقط. بالقياس إلى المعيار الدولي للدخل الفردي اليومي ( 1.25)، فلا يزال يعيش 150 مليون من الصينيين تحت خط الفقر. لذلك من الضرورة أن نستمر في تمسك بسياسة الاصلاح والانفتاح وتحسين حياة الشعب واكمال نظام الضمان الاجتماعي من أجل أن تحقق بلادنا التى تحتوى 56 قومية وأكثر من 20 مليون مسلم ومعظم الأديان الرئيسية في العالم تقدما متواصلا في طريق التحديث. سنتابع لمسيرتنا ونتعلم من الشعوب العالمي من بينها العالم العربي حيث نعزز التبادلات الودية ونتعلم من بعضنا البعض ونتقدم يدا بيد.

    فيما يلى، أريد أن أتحدث عن سياسة الخارجية الصينية. 

  إن الصين تتمسك بسياسة الخارجية السلمية والمستقلة، وتحتاج إلى البيئة الدولية السلمية الطويلة الأجل لتطوير نفسها، بينما ستساهم تنمية الصين في حماية سلام واستقرار العالم ودفع التنمية المشتركة. نؤكد أن أي الدولة مهما كانت كبيرة أو صغيرة، قوية أو ضعيفة، غنية أو فقيرة، يجب أن تتعامل مع الدول الأخرى على أساس مبادئ الاحترام المتبادلة والمساواة والمنفعة المتبادلة؛ ولا نسمح فرض الآراء على الغير وتدخل في الشوؤن الداخلية للدول الأخرى؛ ندعو إلى تسوية الخلافات والنزاعات ومواجهة التحديات المشتركة بين الدول عن الطرق السلمية والتعاونية، ونرغب في تطوير العلاقات والتعاون مع الدول العالم على هذه الأسس. تولي الصين الاهتمام الكبيرة بتعزيز التضامن والصداقة والتنسيق مع الدول النامية وصيانة المصالح المشتركة والشرعية. كما ظلت الصين تؤيد القضايا العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه القومية المشروعة، حيث نؤيد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ونأمل حل عادل ومعقول للقضية الفلسطينية من خلال الجهود المشتركة للمجتمع الدولي في أسرع وقت ممكن.

   وإن التبادلات بين الصين والعالم العربي لها تريخ عريق وأسس عميقة. قد أجرى أسلافنا الروابط التجارية والثقافية عبر طريق الحرير بين الصين والدول العربية منذ زمن بعيد. وفي ظل تطور العولمة اليوم، فتكون عندنا الرغبة المشتركة لحفاظ على السلام وتحقيق التنمية بما يكثف روابط الصداقة والتعاون بيننا باستمرار. الآن، قد شهدت الأوضاع في منطقة غرب آسيا و شمال افريقيا تغيرا عميقا ، وتواجه الدول العربية التحديات الكبيرة والجديدة، ومن الناحية الأخرى لها الفرص الجديدة أيضا. إن الصين صديقة خالصة للشعب العربي، نأمل ونؤمن أن الشعب العربي قادرا على استخدام حكمتهم وشجاعتهم للتغلب على التحديات وتحقيق التطورات الجديدة. إننا على استعداد لمشاركة في عملية التحديث فى هذه المنطقة مع شعب الأردن وشعوب الدول العالمي، وسنساهم في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للشعوب في هذه المنطقة.

  والجدير بالذكر أن هذه السنة تصادف الذكري السنوية الخامسة والثلاثين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن. وتحت الرعاية المشتركة من قادة البلدين، نواصل التبادل الودي وتعاون المنفعة المتبادلة بين البلدين بزخم قوي، حيث نحفظ الاتصال والتنسيق في الشؤون الدولية والاقليمية. اليوم في هذا الصالون، لم أجد الأصدقاء القدماء الذين قد ساهموا في تعزيز الصداقة الصينية الأردنية فقط، بل أصدقاء الشباب الجدد، إنه أمر مشجع. إذ لم تكن الجذور العميقة للصداقة الصينية الأردنية في الجيل القديم من شعب البلدين فقط، بل تزهر وتثمر في الجيل الجديد. إن تعزيز التبادلات الثقافية وتعميق الصداقة وتقوية تعاون المنفعة المتبادلة بين الصين والأردن عمل ذو مغزى كبير. أتمنى وآمل من الأصدقاء هنا من القطاع الثقافي والتجاري والاقليمي أن يواصلون لعب دور ايجابي كجسر لتعزيز الصداقة وزيادة التعارف بين الشعب الصيني والشعب الأردني في سبيل دفع علاقات التعاون الودي بين البلدين إلى الأمام. 

  أخيرا، أنا أريد اغتنام هذه الفرصة الجميلة في شهر الرمضان الكريم، لأتمنى لكم جميعا موفور الصحة والسعادة والسرور، وأتمنى للصداقة الصينية الأردنية والصداقة الصينية العربية أن تبقى إلى الأبد.

   شكرا.

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة