中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > المواضيع الخاصة > الصين في عيون العرب
نينغيشيا الصينية.. مسلمة وعربية
2010-12-20 16:03
 

تستغرق الرحلة الى منطقة نينغيشيا طيراناً من العاصمة بكين ساعة ونصف الساعة. المطارات الصينية تكون عادة منظّمة، وكلٌ يَعرف مساره في دروبها، خاصة إذا كانت الرحلة الى منطقة نائية، الى «الأطراف» البعيدة عن المركز السياسي لهذه البلاد الشاسعة الواسعة.

كان مُمثلو وزارة الخارجية الصينية والسلطات المحلية في نينغيشيا، في استقبالنا في مطارها أنا ومرافقي المُستَعرِب الصيني النشط «عبدالجليل» الذي سبق وعمل في اليمن، وهو يَشغل منصباً رفيعاً في العلاقات الدولية والدراسات الصينية، وفي بُنية روابط بلاده مع البلدان العربية.

في الأحاديث التي دارت بيني وبين المسؤولين الصينيين، وهم بمعظمهم من المسلمين، أشادوا بدور جلالة الملك في تعزيز روابط الصداقة والتعاون المتعددة الأوجه بين الاردن والصين من جهة، وبين الاردن ومنطقة نينغيشيا -6ملايين نسمة- من جهة أخرى، وعبّروا عن الرغبة الجامحة لقيادات وشعب المنطقة في الترحيب بجلالته على أرضها في المستقبل، لا سيّما وأن الاردن كان حاضراً وممثلاً بقوة في المنتدى العربي الصيني الذي انعقد في نينغيشيا في أيلول/سبتمبر المنصرم، وسيكون وضعه كذلك في مؤتمرها الثاني في أيلول/سبتمبر2011، وكان أقر المجتمعون خلال المنتدى الأول قبل ثلاثة شهور، بضرورة دفع العلاقات بين البلدان العربية وهذه المنطقة بتسارع الى الأمام، خاصة وأن نسبة كبيرة ومؤثرة للغاية من سكانها مسلمون سُنّة، ومن خلالهم يستطيع الطرفان الاردني والصيني على وجه التخصيص، والعربي والصيني على وجه التعميم، تعميق الفهم الإنساني المتبادل، والارتقاء بوضع هؤلاء المسلمين، ومنطقتهم، اقتصادياً بمساهمات فاعلة من رؤوس الأموال العربية والإسلامية التي تلح المنطقة بطلبها، وبعناية مُمَيّزة من القيادات السياسية الأولى للبلدان العربية، حتى يتمكن هؤلاء المسلمون أولاً، من تعميم اللغة العربية في المنطقة بمساعدات مالية وتقنية من الحكومة الصينية والعرب، ضمن أجواء الاهتمام المتنامي اجتماعياً وسيكولوجياً بلغة الضاد بين مواطنيها ممن يَنتمون اساساً الى قومية (هوي) المسلمة، وفي أروقة مؤسسات حكومة الصين وجامعاتها ومؤسساتها البحثية.

وقد انعكس مؤخراً سعي الصين في علاقات متميزة مع العرب بترجمة أسماء شوارع وطرق وساحات ينتشوان - حاضرة نينغيشيا، الى العربية، وتثبيت النصوص المُعرّبة على لوحات بارزة في مختلف الأماكن العامة، وبخط واضح وبُنطٍ عريض، حتى يَسهُل على الزوار والسياح العرب التجوال في هذه الرقعة، التي تخالها للوهلة الأولى عربية القسمات بناسها، مطبخها وأجوائها الشرقية.

تفرد القيادة المركزية الصينية مساحات واسعة للتعاون على أرض نينغيشيا مع البلدان العربية، وهي تناشد بحرارة تفعيل الاستثمارات العربية فيها، وقد طالبتني الرئاسات الحكومية والإسلامية الصينية نقل رسالة عبر صحيفة (الرأي) -التي أضحت شهيرة لديهم، الى القراء الاردنيين والعرب، بغية العمل على تعزيز الأنشطة السياحية والتجارية والعلمية والزراعية والأكاديمية والدينية الإسلامية وما إليها مع النينغيشيين وال(هويين)، وذلك لقُرب قومية (هوي) ومواطني المنطقة من العادات العربية، ولاكتسابهم تقاليد العرب أباً عن جد وابناً عن أب، ولكون (أشجار عائلات) سكانها تعيدهم مباشرة الى الجذور العربية، وقد مازحني أحد المسؤولين هنا بأن علي التحقق من شجرة عائلتي، فقد أجد هنا أجدادي وذريتهم! وقال إن وحدة الحال العربي والنينغيشي تنعكس في تطابق سلوكيات مجموع السكان هنا مع العرب، وعلى الصُعد الشخصية والسيكوسوسيولوجية.

وأفردت الشخصيات (النينغيشية) التي عقدت لقاءاتها المكثفة معي - ضمن برنامج عمل لا مجال فيه لراحة شخصية أو خلوة مع الذات- زمناً طويلاً للحديث عن أن الجانب الإسلامي، وبضمنه (رسالة عمان) والنهج الهاشمي وسياسة جلالة الملك عبدالله الثاني والتعليم يغدو يوماً إثر يوم، مجالاً حيوياً، ملحاً وجاذباً للتنسيق والتعاون، وقد يغدو الأكثر إثماراً في مَسارب الروابط الاستراتيجية بين عمّان وينشوان، وبين الاردن ونينغيشيا الصين.

MARWANSUDAH@HOTMAIL.COM

مروان سوداح

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة