中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > المواضيع الخاصة > الصين في عيون العرب
تفكيكيون صهيونيون للصين..!
2010-10-10 17:03
 

الحملة التي تستهدف وحدة التراب الصيني إكتسبت زخماً أكبر بدعم من دوائر سياسية ودبلوماسية دولية، وأجهزة استخباراتية أجنبية منذ مطلع هذا القرن. ويُلحظ تدرّجها وتعاظمها مع كل نجاح تجترحه الصين في الإقتصاد والتجارة الدوليين، وفي السياسة والدبلوماسية، ومع كل تعزيز لوضع مواطنيها وبيئتهم الحياتية. ومع كل إرتقاء إنساني صيني تستكلب الحملة للنيل من القواعد الشعبيية في ذلك البلد، ويتعمّق عداءها لبكين مع كل نجاح بتوفير المتطلبات العصرية لجماهير السكان. وتهدف الحملة التي تُنسج خيوطها وراء المُحيط والبحار، الى تعطيل هذا الإبداع الصيني ووأده، وعرقلة الإنفتاح الصيني الذي بَات يُحرج كثيرين من المتغولين على ناسهم، ويُضعف من مكانة أنظمتهم، ويُعرّي من قيمة وعودهم أمام شعوبهم.

تستخدم القوى (الأخرى) روافع دينية وقومية، وتلعب على وتر تَعدد الأديان واختلاف المذاهب والسِحنِ البشرية، بغض النظر عن عناوين هذه وطبيعتها، لتأليب واحدة على أخرى، وشعب على آخر، ومنطقة على منطقة، فأُمة على نفسها.. ليَستحكم، بالتالي، الخلاف والإختلاف، فيكون الدم هو الفيصل في قِياس المًطالب، وهو السَبيل الى تفعيل الإملاءات الإنفصالية.

فمنذ أن منح الرئيس جورج بوش الدالاي لاما ميدالية الكونغرس الذهبية- أعلى وسام شرف مدني أمريكي خلال احتفال بتاريخ17/10/2007، اشتدت الحملة ضد الصين في الإعلام العالمي وتعاظمت، وتشعبت أجناس الممارسات السياسية والدبلوماسية الفظة، وبات إستخدام البودية وقيادات بودية تحالفت مع واشنطن مباشرةً وعلناً تقليداً دارجاً، لا يتوقف عند حدود مُطالبات غير خجلة بإستقلال مزعوم تحمله دبابات الأجنبي على ظهورها، ورصاص وموت يُزوّدُ به طُلاب صراع يائسين، استمرأوا مهنة التحوّل الى لُقمٍ لفوهاتِ المدافع، ووقوداً للصواريخ ونزاعات لا تنتهي تُحاكُ في الخفاء.

ويتكشف يوماً في إثر يوم، تلكُم الأنسجة الصهيونية التي تسعى جاهدة الى التوطّن والتوالد في (مناطق السياج) الصينية، وتلكُم التكثيف الدبلوماسي والإعلامي، الذي يَرعاه اللوبي الصهيوني في الكونغرس ودول غرب وشرق أُوروبا، بغية إحكام السيطرة على عقول وقلوب الأقليات القومية والدينية الصينية من جهة، وفي أُخرى التسربل بأثواب الصداقة والتعاون مع بكين، بغية تنصل اللوبي من تبعات تدخله في شؤون الصينيين الداخلية. ولإبعاد الشبهات، تقترح مراكز التدخل المشبوهة، تقديم خدماتها للصين في مناحي ما يسمى مكافحة الإرهاب والإرهابيين، عودة على قصتها نفسها في سنوات الحرب السيريلنكية بين الحكومة المركزية والإنفصاليين، حين كانت اسرائيل تورّد السلاح والخبراء العسكريين الى طرفي نزاع تذكيه هي نفسها، بمزيد من صفقات السلاح وأكثر الخبرات، الأساليب والآليات عصرية لسحل البشر وقتلهم، استنساخاً لمنطق رأس المالي الصيهوني في الحرب الكونية الثانية، حين كان الصهاينة وقادتهم مؤسسو الكيان الإسرائيلي يحاربون في آن واحد مع طرفي الصراع- الحلفاء والمحور، ويبيعون كل طرف سلاحاً يكشفون للطرف المقابل عن نقاط ضعفه وقوته..!

منذ عام2006 بدأت تتكشفت خيوط تورّط الإمبريالية الإسرائيلية والمنظمات الصهيونية في شؤون الصين. فقد حرصت القيادة الإسرائيلية على تكريم الدالاي لاما علناً وفي احتفالات حاشدة وذات صبغة عالمية أثناء زيارته الى فلسطين المحتلة مرتين، الأولى عام1999، والثانية بتاريخ15/2/2006، وشارك فيها إحتفالات ما يسمى «إحياء الذكرى المئوية لهجرة رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون إلى إسرائيل»، وفقاً لتقرير نشرته (يديعوت أحرونوت) باللغة الإنكليزية، فضح خفايا التدخل الصهيوني ضد الصين والسعي الإسرائيلي - بالوكالة- لتفتيت الصين وللحديث بقية.

marwan_sudah@yahoo.com

 

مروان سوداح

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة