中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > المواضيع الخاصة > الصين في عيون العرب
نينغشيا.. إشعاع حضاري وحواري وإقلاع اقتصادي
2010-09-30 16:34

 

للمرة الأُولى منذ إكتمال إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية والصين، تتقاطر الوفود الرسمية وغير الرسمية العربية على (ين تشوان) حاضرة منطقة نينغشيا الصينية المسلمة، الواقعة في غرب البلاد، للمشاركة في (المنتدى الصيني العربي للإقتصاد والتجارة) و(معرض نينغشيا الدولي للإستثمار والتجارة)، وأنشطة أُخرى تتمحور حول هاتين الفعاليتين الرئيسيتين، وتستمر حتى نهاية الشهر، وتبحث أساساً في مسائل التعزيز الفعلي لعرى الروابط بين الطرفين الصديقين، وتوسيع آفاق المعرفة العربية والإسلامية عن المسلمين الصينيين.. واقعهم وطموحاتهم، وفي محاولة شجاعة لربط المسلمين الصينيين و»على أرض الواقع الإسلامية الصينية»، بإخواتهم العرب والمسلمين في العالم، بغية محو التصورات المغلوطة المنتشرة عن المسلمين الصينيين في بعض الأوساط العربية ومنها الشعبية، وهي تصورات مستقاة، بالدرحة الأُولى، من وسائل إعلامية تقف، بلا شك، في مواجهة المصالح العربية والصينية المشتركة ومستقبلها المبشّر.

الدعوة التي وجهتها الحكومة المركزية الصينية، عن طريق وزارتي الخارجية والتجارة واللجنة الوطنية لدعم التجارة الخارجية، بالتعاون مع حكومة «منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة»، جذبت على الفور عدة آلاف من ممثلي التجارة والإقتصاد العرب والمسلمين ووفد أُردني، وآلاف أُخرى من الصحفيين والمهتمين وبعضهم أُردنيون، بهدف إرساء «ثقافة الإستثمار» المثمرة والنشطة العربية والإسلامية في غرب الصين، سيما لتشابه ثقافة سكان هذه المنطقة مع الثقافة العربية الإسلامية، ولتركيبتهم الدينية، السيكولوجية، أنماط تفكيرهم وسلوكياتهم التي تتفق مع مثيلاتها العربية، مما يمهّد السُبل الى مزيد من إزدهار التعاون الثنائي العربي الصيني، وهذه المرة بيد المسلمين الصينيين والعرب أنفسهم، برغم من أن التعاون العربي الصيني قد قطع أشواطاً كبرى، وبات يُضرب به المثل لتسارعه المذهل من جهة، وفي أُخرى جرّاء سرعة قطف الثمار المتأتية منه في شتى الحقول، ولإنعكاساته الفورية على واقع العلاقات الثنائية، إذ أظهرت المعطيات، أنّ حجم التجارة بين الصين والعرب إرتفع من 36.4مليار دولار عام2004 إلى 107.4مليار العام الماضي. لكن واحدة من أهم الفعاليات التي يشهدها المشاركون، أنهم يلمسون بأنفسهم رسوخ ثقافة الحوار الأرقى والتعايش الديني المنفتح بين قومية هوى المسلمة والقوميات والديانات الأُخرى في نينغشيا الصينية، وهي المنطقة الأُولى التي تشهد تركيزاً تاريخياً كبيراً لهذه القومية، وعليه فهي إذ تُعدُ أُنموذجاً متفرداً للوحدة الوطنية الصينية -حيث تتمتع بمجتمع مستقر وتعايش سلمي بين القوميات- إزدادت فرصها للفوز بتمثيل المناطق الإسلامية الصينية الخمس الأخرى للحكم الذاتي والفعاليات الدولية واستضافة المؤتمرين العرب والمسلمين.

ومن ميزات هذه المنطقة، تمتعها بموقع إستراتيجي مفتاحي، يربط شرقي الصين بغربها، وتمتد على مساحة تقدر بـ66400 كم مربع، ويسكنها ستة ملايين نسمة، وتمثل أكبر تجمع إسلامي في الصين، إلى جانب أفضلية طاقتها التنموية الكامنة في ناسها ومواردها الطبيعية.

ومنذ إعتماد الصين سياسة الإنفتاح والإصلاح، وضعت الدولة منطقة نينغشيا ضمن أولوياتها، فازداد حجم النمو الإقتصادي فيها إلى أكثر من عشرة بالمئة، بمعدل سنوي تجاوز (11)بالمئة، وهو أعلى معدل نمو على مستوى الصين برمتها(!)، ليصل إجمالي الناتج المحلي في العام (2009) إلى نحو 133.5مليار يوان، بلغ فيه نصيب الفرد «النينغشي» أكثر من3200دولار.. وشيئاً فشيئاً وخلال سنوات عشر من التنمية المتسارعة، حققت نينغشيا قفزات إقتصادية مذهلة، فأحدثت بالتالي تغيّرات عميقة في بنية وملامح المجتمع، وتحسّنت البيئة الأيقولوجية، وتطورت وازدادت المشاريع وقدرات البنية التحتية، فارتقت إلى مكانة تؤهلها لإستضافة الفعاليات الدولية .

MARWAN_SUDAH@YAHOO.COM

 

 

مروان سوداح

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة