中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > المواضيع الخاصة > الصين في عيون العرب
تحالف مع شعب يقتحم الآفاق/ «الدولة الإبداعية»-3
2010-07-31 18:52
 

«خلال 30سنة نجحنا في العثور على طريقنا الصيني الخاص بألواننا وخصائصنا الصينية، وملخصه القضاء على محاولات استقطاب الثروات واحتكارها، وتصفية الفَقر، والتوصّل الى رؤية واضحة لنيل الرفاهية، ومجتمع يسوده التناغم والإنسجام من خلال تحقيق شروط «الدولة الإبداعية».

سبيل الصين للوصول الى «الحالة الإبداعية» واضح أمامها، فهي تدرك أنها تقع بذلك في مواجهة مصيرية مع عالم المزاحمة الرأسمالية البشع، الرامي الى محاصرة تطلعاتها المشروعة إقتصادياً وتكنولوجياً، ووأد تجربتها الطليعية الطاردة لإستسهال استحضار منهاج العملٍ من أرفف الكتب البائدة، مُستبدلة إيّاه بإعتماد «فكرة تحرير الفكر» التقدمية التي طرحها دينغ شياو بينغ. فالصين غدت دولة عصرية ترفض القوالب الجاهزة والنظريات الميتة في عالم إضداد المستجدات، وشعارها «أننا لا نتعلم بصورة عمياء بما تمليه علينا المراجع».

هذا ما استمعنا إليه في الدورة التي عُقدت للصحفيين العرب في بكين، وزاد المحاضر الدكتور تشانغ هونغ عميد جامعة الدراسات الأجنبية في بكين والاستاذ المحاضر فيها، أن عناصر الإقلاع الصينية الى «الدولة الإبداعية» يَمر بالضرورة في مراحل «طلب الحقيقة والواقع» (ماو تسي تونغ)؛ «تحرير الفكر» (دينغ شياو بينغ.. وهو زميل ماو)؛ «التقدم مع الزمن» (جيانغ تسي مين) واحترام رغبات الإنسان «بناء المجتمع المتناغم» (هو جين تاو).

قال العميد أن راتبه الشهري في الصين السابقة بلغ عشرة دولارات فقط!، في حين يصل اليوم الى ألفين! وهي قفزة كبرى أنجزتها «الصين الرابعة» وسياستها الإنفتاحية على العالم، الفكر، متطلبات الإنسان الأساسية واحترام حقوقه، رافقها طرح «كل» الرؤى والعقائد غير الصائبة وغير الواقعية من الماركسية والماوية والتراث الصيني جانباً لتواكب «الصين الجديدة» مسيرة العالم المتحضر».

أقرت الصين أن «الإبداع الذاتي» هو الحلقة المحورية لتعديل الهياكل الإقتصادية، ومِن ثَمَ الإجتماعية عبر عملية التأثير والتأثّر المتبادل والمُبَاشِر بالإبداع. فعِبر التقدم العلمي والتكنولوجي، الذي أضحى القوة الأولى والأداة الدافعة للتقدم الذاتي، يتم رفع القدرة التنافسية على الصعيدين المحلي والدولي، وصولاً الى اعتبار «الدولة الإبداعية» الإستراتيجية الأهم للمستقبل.

في عالم اليوم يعترف بوجود 20»دولة إبداعية» من بينها الولايات المتحدة؛ اليابان وفنلندا، وتكمن الخصائص المشتركة لهذه الدول في أن معدلات الإبداع الشاملة لديها أعلى بكثير عما هي عليه في سائر الدول، إذ تزيد نسبة التقدم العلمي والتكنولوجي لهذه البلدان على70بالمئة من الإجمالي، بينما تُحرز نسبة الإستثمارات في البُحوث العلمية أكثر من 2بالمئة من إجمالي الناتج المحلي؛ أما مؤشر الإعتماد التكنولوجي على الخارج فقد وصل الى ما دون30بالمئة، علاوة على ذلك تَشغل براءات الإختراعات الثلاثية (المخولة من الولايات المتحدة، اليابان وأُوروبا) نصيب الأسد من مجموع الإختراعات العالمية.

لا تخجل بكين من الإعتراف أن قدراتها الإبداعية للعلوم والتكنولوجيا ما تزال ضعيفة. ففي عام 2004 احتلت المركز24 من بين 49دولة رئيسية تمثّل 92بالمئة من الناتج الإجمالي العالمي، لذا أقرت الدولة على وجه السرعة الخطة الطويلة الأمد2006-2020 للدخول الى نادي «صفوة الدول الإبداعية» مع حلول 2020 من خلال التوظيف المتسارع لـ»المؤسسات الإبداعية الجديدة الأنماط»، والخطط الطموحة على شاكلة «مشروع سَبر القمر.. الجائزة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا.. الخطة الوطنية لحل المشاكل الفنية بالعلوم والتكنولوجيا.. الخطط863..و973..748..2049.. «المشعل».. «الشرارة».. ومشروع الألوف المؤلفة من الأكفاء».

marwan_sudah@yahoo.com

 

 

 

مروان سوداح

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة