中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > المواضيع الخاصة > الصين في عيون العرب
.. علاقات مساواة ومساعدات نزيهة
2010-07-13 23:10
 

تطورت العلاقات الاردنية الصينية بخطوات متزنة خلال الثلاثين عاماً الماضية في المجالات كافة، وفي مقدمتها السياسية، الإقتصادية، العسكرية والثقافية برعاية واهتمام قيادتي البلدين الصديقين، وقد لعبت الزيارات العديدة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى بكين دوراً رئيسياً وواضحاً في تطويرها، كان أخرها العام الماضي حين بحث جلالته مع فخامة الرئيس الصيني التعاون العملي بين البلدين، ووقّعا على العديد من الإتفاقيات الهامة .

وإرتقت العلاقات بين الدولتين الى ذرى عالية منذ الإعتراف الدبلوماسي بتاريخ 7/4/1977، وهي تتسم اليوم بالصفة الإستراتيجية ضمن آلية مجموعة الحوار الإستراتيجي التي تم إطلاقها، ولعبت الزيارات المتواصلة التي نفّذها، وما يزال ينفذها كبار المسؤولين الصينيين الى الاردن، دوراً ملحوظاً في التوصّل الى إتفاقيات للتعاون الثنائي، مما أضفى ديناميكية جديدة على العلاقات الاردنية الصينية .

 

وقّع الاردن العديد من الإتفاقيات مع الصين بينها إتفاقية التعاون النووي في آب عام2008، وقد وصف السفير الصيني لدى البلاط الملكي الهاشمي (يو هونغ يانغ) هذا الشكل الجديد من العلاقة بأنه «أرسى أُسساً متينة لتعاون الجانبين في المستقبل»، وكشف السفير أن الجانبين يقومان بالعمل في مجالات التنقيب عن اليورانيوم والكتلة دون الحرجة والتدريب، وأعرب عن الثقة بأن التعاون النووي بين بلاده والاردن سيُحرز تقدماً جديداً بفضل الجهود المشتركة للقيادتين السياسيتين .

 

تتطور التبادلات الأقتصادية الاردنية الصينية بنجاح منقطع النظير حقاً، ووصل حجم التبادل التجاري بينهما العام الماضي إلى ملياري دولار أميركي، بزيادة نسبتها (6) بالمئة عن العام الذي سبقه، حيث تجاوزت الصين الولايات المتحدة، لتصبح ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة بعد السعودية، كما هي ثاني أكبر مصدر للاردن، بينما كان حجم التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ في عام 2008 ملياراً و921 مليون دولار، بما فيه الصادرات الاردنية الى الصين التي وصلت الى 123مليون دولار، في حين قدّمت بكين مساعدات نزيهة للاردن بلغ حجمها بأشكالها المختلفة خلال العشر سنوات الأخيرة أكثر من (72)مليون دينار اردني، وتواصل الصين تنفذ مشروع مستشفى البقعة ومساكن لمحدودي الدخل، وإعادة تأهيل شبكة المياه في الرصيفة وغيرها من المشاريع بالتعاون مع الوزارات المعنية، بحيث يمكن القول بثقة أن الاردن هو أكثر دولة عربية استفادت من المساعدات الصينية التي تسترشد بمبادئ واضحة المعالم، على رأسها النزاهة والمساواة والمنفعة المتبادلة والتضامن والتعاون والتنمية المشتركة، وهذ مبادئ تبقى تختزن قوة ذاتية دافعة لإزدهار العلاقات الصينية مع الاردن والدول النامية؛ أضف إليها إحترام الصين لسيادة الدولة المتلقية مساعداتها وهي تتميز بكونها غير مشروطة، ولا تفرض أية إمتيازات للصين، كما أنها إما أن تكون بلا فوائد أو بفوائد منخفضة؛ وتهدف الى تعزيز قدرات الدول المتلقية للإعتماد على نفسها وتعزيز إقتصادها؛ وأن تكون نتائجها سريعة وملموسة رغم محدوديتها؛ ولا تشترط الصين أبداً معاملة خبرائها المشرفين على تنفيذ هذه المساعدات معاملة أفضل من معاملة الخبراء المحليين؛ وتقدّم خلالها الصين أفضل المواد وبضمنها التكنولوجيا المتطورة والرفيعة النوعية للدول المتلقية للمساعدات، وهو ما يتصادم وسياسات دول أخرى معيّنة، تَعتبر تقديم مساعداتها للدول النامية وسيلة ناجعة وسهلة للتخلص من النفايات الصناعية، الزراعية، التقنية والمواد التالفة المكدسة لديها، يليها فرض إملائها السياسي على عواصم الدول الثالثية .

 

marwan_sudah@yahoo.com

 

مروان سوداح

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة