中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > المواضيع الخاصة > الصين في عيون العرب
الثقافةُ والصحافةُ.. جسرانِ جماهيريانِ
2010-07-05 23:08

في الدورة التدريبية التي نظـّمتها الحكومة الصينية للصحفيين العرب على مستوى لائق بالتعاون مع مجلس الإعلام الصيني الرسمي وجامعة الدول العربية ومجلس السفراء العرب في بكين، تم التركيز بصورة لافتة على ملف حيوي في عصرنا يتعاظم تأثيره مع توسّع العلاقات العربية الصينية وتصلبّها، ولإكتسابه أهمية لا تراجع عنها، وأقصد كل ما يتصل فيه بضرورات التواصل الثقافي والإعلامي تحديداً بين الأُمتين العربية والصينية، ذلك أنه بدون الثقافة وبعيداً عن الصحافة لا يمكن تطوير أي علاقات، ويستحيل جَسرِ الهوّتينِ الجغرافية والسيكولوجية بينهما، مما قد يَصدمنا بحائط أصمٍ يقضي على محالات الوصول الى الشعوب إقتصادياً، تجارياً أو إنسانياً، لأن الخوف والخشية والتوجّس ستبقى تعتمل في الصدور، وتؤرق العقول وتـُثقل الحِمل على الصدور، سيما لما تتعرض الأُمم من حملات تشويه إعلامية، وتعميم للخواء الفكري وتسطيح للثقافة والذاكرة.

تَعرّضت الصين مؤخراً الى حملة إعلامية دولية شرسة هدفها تشويه واقع أشقائنا المسلمين هناك، في محاولة مكشوفة لإبرازهم جميعاً كتلةً واحدة وكقوة إنفصالية ومتمردة على السلطات المركزية، تتوسل الدعم والإرتباط بالخارج لتدعيم مواقفها الداخلية المعارِضة من جهة، وفي سعي من الخارج لدفع مختلف شتات القوى المتطرفة في الصين الى البروز، من خلال دعم لوجستي ومعنوي، يذكّرنا بالمؤامرات التي نجحت في تدمير الإتحاد السوفييتي وتفكيكه الى قطع شطرنج بعضها سائغ للبعض القابع وراء البحار والمحيطات!.

العامل التنظيمي الإسلاموي يُطل برأسه مجدداً في أكثر من بلد، وفي أوساط أكثر من أمة، وهدفه واحد لا حياد عنه: تقسيم وتقطيع الأراضي الواطئة والواحدة، والأُمم المتصاهرة والمتآخية.. إستيلاءً على حفنة من دولارات أو ثلاثين من فضة يتم إغداقها عادة على قيادات تمرّغت بأوحال المستنقعات السياسية التي لا فكاك منها إلا في حالة الموت.

كلمة نائب وزير الخارجية الصينية مدير عام مديرية شمال أفريقيا والشرق الأوسط (صونغ آي قوه) أمام الإعلاميين العرب كانت مهمة للغاية، فقد جاءت في وقتها. فعلى الرغم مما غـُلفت به الكلمة من عبارات دبلوماسية آخاذة ورفيعة المستوى، إلا أنها ألقت أضواء كاشفة وكافية على هذه المخططات التي تصطدم بفشل ذريع، يمر بالتأكيد من خلال وحدة المواقف العربية والإسلامية والصين ضمن العالم النامي الثالثي أولاً؛ ولتطابق مواقف هذه الدول على الصعيدين القاري والعالمي ثانياً؛ وثالثاً لإكتمال العلاقات الدبلوماسية بين العرب والصين، وقد أثمرت وحدةً في الموقف العربي والاسلإمي ودعماً لوحدة التراب الصيني، مقابل دعم الصين لوحدة التراب العربي والإسلامي والحقوق الفلسطينية والعربية، وهو بلا شك مفتاح سحري ومفصلي يؤدي بكل المؤامرات الى هزيمة مُرّة. فالطرق أمام التطرف مغلقة، والجسور العربية والإسلامية التي يجهد التطرف بإيهام الجماهير الشعبية بوجودها بغية كسبها الى صفوفه لم ولن تـُفتح، ولا يمكن للدعم أن يَصبَّ لتسمين هذا التطرف سوى من دول المتربول الإستعمارية التقليدية التي تتوق الى تفتيت الوحدات الكبرى، لتُبقي على طبيعتها الكاسبة، ومرتعاً للسلع على إختلافها.. فتبيع وتسوّق البضائع ومعها السياسات والكلام.. وما أكثر الكلام!.

لذا فقد سمعنا من المدير صونغ وفهمنا مقاصده عندما شدّد على أن بلاده تُعرب دون توقّف عن شكرها البالغ للنهج السياسي العربي والإسلامي المبدئي تجاه قضية شينجيانج، التبت وتايوان، مقابل دعم الصين الثابت لقضايانا الرئيسية منذ الخمسينات والى اليوم.. وقد اختتم نائب الوزير تصريحاته لنا بكلمات قليلة إلا أنها كانت مُعبّرة: لن ننسى مواقفكم الداعمة لنا أبداً..

(خبر من جريدة الرأي)

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة