中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
كلمة سعادة السفير الصيني لدى الأردن السيد تشن تشوان دونغ في حفل الاستقبال الافتراضي للاحتفال بالذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن
2022-04-14 14:51

معالي المهندس يحيى الكسبي وزير الأشغال العامة والإسكان المحترم،

عطوفة السفير يوسف البطاينة الأمين العام لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين المحترم،

دولة الدكتور عدنان بدران رئيس الوزراء الأسبق المحترم،

سعادة السيد يحيى القرالة السفير الأردني لدى الصين الأسبق المحترم،

السيدات والسادة، الأصدقاء،

السلام عليكم! رمضان كريم لجميع الأصدقاء المسلمين! كل عام وأنتم بخير!

استقبلنا الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن في هذا الربيع المفعم بالحيوية. قبل أيام، تبادل مستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي برقيات التهنئة مع نظيره الأردني أيمن الصفدي بمناسبة هذه الذكرى. واليوم نجتمع عبر الانترنت لاستعراض تاريخ الصداقة بين الصين والأردن واستشراف مستقبل العلاقات الثنائية، ورسم خارطة الطريق لتعزيز التعاون بيننا.

حضر حفلنا اليوم الكثير من الأصدقاء القدامى، الذين شاركوا وساهموا في توثيق الصداقة بين الصين والأردن منذ ما يقرب من نصف قرن، وهناك أيضًا العديد من الأصدقاء الجدد الذين يشكلون قوى جديدة لتعميق التعاون الصيني الأردني في العصر الجديد. لم يحضر حفلنا اليوم ممثلون من الدوائر الحكومية فحسب، بل مندوبون من قطاع الأعمال والتجارة وغيرها من الأوساط المختلفة، بما يعكس عمق وسعة التبادل والتعاون الصيني الأردني. ومن بين الحضور أصدقاء أردنيون ومواطنون صينيون على حد سواء، يحملون تطلعات مشتركة للشعبين إلى دفع تنمية العلاقات بين البلدين. في هذه المناسبة، اسمحوا لي أن أتقدم نيابة عن السفارة الصينية في الأردن بالترحيب الحار والشكر الخالص والتقدير العالي لجميع الحضور!

في 7 أبريل 1977، أقامت جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية العلاقات الدبلوماسية رسمياً، الأمر الذي فتح صفحة جديدة في تاريخ التبادلات الودية بين الشعبين الممتد لآلاف السنين.

على مدى السنوات الـ 45 الماضية، ترسخت العلاقات بين الصين والأردن  باستمرار، حيث عمل البلدان يدا بيد على حماية السيادة والأمن الوطني وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالرغم من تغيرات الأوضاع الدولية، مما شكل نموذجا للتعايش بين الدول ذات الحضارات والأنظمة المختلفة. أجرى قادة البلدين في مختلف الأوقات تبادلات مكثفة وأنشأوا صداقة وثيقة بينهم، مما أرشد تنمية العلاقات الثنائية. زار الرئيس الصيني الأردن خلال أول زيارته للدول العربية في ثمانينيات القرن الماضي. وكان الملك الحسين بن طلال يقود طائرة خاصة بنفسه لزيارة الصين، وزار جلالة الملك عبدالله الثاني الصين لـ8 مرات بعد  توليه العرش، وقام كل من الملك الحسين والملك عبدالله الثاني بصعود سور الصين العظيم، الأمر الذي ترك أثرا في تاريخ الصداقة الصينية الأردنية. في عام 2015، أعلن فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ وجلالة الملك الأردني عبدالله الثاني بشكل مشترك إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين. إن الصين والأردن كصديقين عزيزين وشريكين حميمين، سعيا وراء توسيع التعاون في المجالات العسكرية والأمنية والتنفيذ القانوني، وتبادل الدعم في صياغة الأمن والاستقرار وغيرها من القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لبعضهما البعض، والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية. كما ندافع بشكل مشترك عن العدالة والإنصاف، وأصبحنا من أقوى المؤيدين للقضية العادلة للشعب الفلسطيني والأمة العربية.

جنى التعاون المتبادل المنفعة بين الصين والأردن في غضون 45 سنة الماضية ثمارا ملحوظا. إذ أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن من حيث السلع، وتجاوز حجم التجارة الثنائية 4.4 مليار دولار أمريكي في عام 2021، بزيادة أكثر من 200 مرة مقارنة بما كان عليه في بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وحافظ الاستثمار الثنائي على زخم نمو جيد، حيث زاد الاستثمار الأردني المباشر في الصين في عام 2021 سبع مرات مقارنة بالعام الماضي. لقد أصبحت بعض المشروعات مثالا مميزا للتعاون العملي بين البلدين مثل شركة البوتاس العربية وشركة جرش لصناعة الملابس والأزياء ومدينة العقبة الصناعية الدولية ومجموعة طلال أبوغزاله العالمية والبنية التحتية المتعلقة بالاتصالات والطاقة التي شاركت في بنائها الشركات الصينية والمدينة الصناعية والمدينة الرياضية والمباني السكنية والمستشفيات ومرافق إمداد المياه المبنية بالدعم والمساعدة من الحكومة الصينية، فضلاً عن المساعدات الإنسانية المقدمة من الصين للاجئين السوريين في الأردن، لقد أتت هذه المشروعات التعاونية بالفوائد الحقيقة على الشعبين. منذ اندلاع وباء كورونا، تكاتف البلدان للتغلب على المحنة، الأمر الذي جسد الصديق في وقت الشدة.

توثق التبادل الثقافي والإنساني بين الصين والأردن بشكل مطرد خلال 45 سنة الماضية. شهد التعاون الثنائي على أصعدة التعليم والثقافة والشباب والإعلام والرياضة وغيرها إنجازات عديدة. أُنشئت في الأردن معهدان كونفوشيوس، وقدمت العديد من الجامعات الأردنية تعليم اللغة الصينية، وسافر مئات الطلاب الصينيين إلى الأردن لتعلم اللغة العربية، يمكن القول إن اللغة شكلت وسيلة مهمة للتبادلات الثقافية. تعد الصين حاليًا أكبر دولة تقدم فرص تدريب الموارد البشرية في الأردن، حيث تجاوز عدد الأردنيين من شتى المجالات الذين درسوا في الصين أو شاركوا في الدورات التدريبية بشكل وجاهي أو عبر الانترنت 1000 شخص في السنوات الثلاث الماضية. يعتبر الأردن من أوائل الدول العربية التي أقبل الصينيون على السفر إليها، وقد زاد عدد السياح الصينيين إلى الأردن بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ودخل مركز الثقافة الصينية بعمان إلى مرحلة التشغيل التجريبي، مما بنى جسرا جديدا  للتواصل بين الشعبين.

الأصدقاء الأعزاء،

إن الشعب هو الذي خلق التاريخ. وإن الشعبين مؤسسا ووارثا للصداقة الصينية الأردنية، وكذلك الشعب هو الممارس والمستفيد من التعاون الصيني الأردني. لا يستغني تطوير العلاقات الصينية الأردنية عن دعم وجهود الشعبين. في عام 2014، روى فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ قصة عن الشاب الأردني مهند في افتتاح الاجتماع الوزاري  لمنتدى التعاون الصيني العربي. أتى السيد مهند بالأطعمة العربية الأصيلة وما تمثله من الثقافة العربية إلى مدينة ييوو الصينية، وفي المقابل حقق نجاحا لتجارته وعائلته، بما يجسد الانسجام المثالي بين "الحلم الصيني" و"الحلم العربي ". ألفت السوبرانو الأردنية زينة برهوم أغنية “حلم طريق الحرير” التي أعربت فيها عن تطلعات الشعبين إلى تعزيز الصداقة من جيل إلى جيل. ألقى المخرج الأردني هابر اهتمامه إلى الشركات الصينية في الأردن وأنتج أول فيلم قصير له. أخذت صاحبة سوبرماركت الصينية لين فونغ تشين الأردن  كالمركز لتوسيع أعمالها التجارية حتى تغطي أربع دول مجاورة. في بداية اندلاع وباء كورونا في الصين، إن الطبيب الأردني أحمد ياسين الذي درس في الصين سابقا لا يدخرأي جهد في البحث عن الكمامات وقدم للصين مليوني كمامة، تلقت قصته تقديرا عاليا من أكثر من 20 مليون شخص على وسائل التواصل الاجتماعي الصيني. كتب الآلاف من الناس العاديين في البلدين بتجاربهم الخاصة للسعي وراء الأحلام قصصا حيوية ومؤثرة تغذي الصداقة الصينية الأردنية.

وهنا اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن شكري الخالص لجميع الضيوف الكرام وكل صديق يدعم ويهتم بالعلاقات الصينية الأردنية. في المرحلة القادية، سنقوم بسلسلة من الأنشطة الاحتفالية على مدار العام لإحياء الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن، بما فيها الأنشطة الثقافية والشبابية وندوة رجال الأعمال وما إلى ذلك، ونتشرف بدعوة الأصدقاء للمشاركة فيها.

الضيوف الكرام، الأصدقاء الأعزاء،

في عام 2021، تبادل فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ وجلالة الملك الأردني عبدالله الثاني برقيات التهنئة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني والذكرى المئوية لتأسيس دولة الأردن، مما أرشد اتجاه تطوير العلاقات الصينية الأردنية. وفي مطلع المئوية الثانية لمسيرتنا التاريخية، يجب علينا مواصلة تكريس الصداقة التقليدية بيننا لنمضي قدمًا إلى الأمام بخبرات التاريخ وآفاق المستقبل، ودفع التنمية المستمرة للتعاون بين الصين والأردن.

علينا ترجمة التوافق الهام الذي توصل إليه قادة البلدين إلى أرض الواقع، وتعزيز التنسيق الاستراتيجي، وتوطيد الثقة السياسية المتبادلة، مواصلة الدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما.

علينا التشارك في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، وتعميق التكامل لالستراتيجيات التنموية بين البلدين، وإيجاد فرص جديدة للتعاون الاقتصادي، لتعود المنفعة المتبادلة والفوز المشترك بالمزيد من الفوائد على الشعب.

علينا تعزيز التواصل الثقافي والتعلم المتبادل بين الحضارتين، وزيادة التبادل الإنساني في مختلف المجالات لتحقيق التقارب بين الشعبين والازدهار المشترك للحضارتين الصينية والعربية.

علينا الحفاظ على التنسيق الوثيق حول الشؤون الدولية والإقليمية، وممارسة التعددية الحقيقية، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية، ودفع بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين والدول العربية. طالما لم تحل القضية الفلسطينية، فلن يتوقف نضالنا من أجل دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني.

أشار جلالة الملك عبدالله الثاني في رسالته للشعب الأردني إلى أن الشعب الأردني " إن عزم فعل وإن فعل تميز". قال المثل الصيني “إن النجاح العظيم أساسه العزيمة، وإن الإنجاز الكبير أساسه الجدية”. وطالما نحمل عزيمة راقية ونعمل بجد واجتهاد، لتحويل الثقة إلى الأفعال وترجمة التطلعات إلى الواقع، فإننا على يقين تام بأن مستقبل العلاقات الصينية الأردنية سيكون أكثر إشراقا.

عاشت الصداقة الصينية الأردنية!

شكرا!


أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة