中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
مكافحة التغيرات المناخية .. الصين فى موقف الهجوم
2007-09-15 00:00

ظهر الرئيس الصينى هو جين تاو ومجموعة من قادة الدولة وهم يرتدون قمصانا سوداء الرقبة بأكمام قصيرة, وليس فى المعاطف العادية وربطات العنق, وهم يحضرون مؤتمرا رفيع المستوى فى مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى يوم 25 يونيو 2007.

هذا الزى الأقل رسمية لم يكن لمجرد الراحة, بل أن قادة الصين يحاولون أن يقدموا أمثالا لجميع العاملين بالمكاتب, كى يرتدوا ملابس خفيفة من حين لآخر فى فصل الصيف, لأجل تقليل إستخدام مكيفات الهواء. وفى شهر يونيو الماضى, طلب مجلس الدولة أن تكون جميع وحدات تكييف الهواء فى معظم المبانى العامة أن لا تكون أبرد من 26 درجة مئوية.

قال ليو شيويه دو, نائب مدير مكتب شئون البيئة العالمية لوزارة العلوم والتكنولوجيا, " ان الصين, كونها دولة نامية, تحاول أن تتحمل المزيد من المسؤوليات فى معالجة مسألة التغيرات المناخية وتقليل إنبعاثات غاز الصوبة ".

تعهدت الحكومة فى << برنامج التغيرات المناخية الوطنية >> الصادر يوم 4 يونيو الماضى, بهيكلة الإقتصاد, وحفز تقنيات طاقة نظيفة, وتحسين فعاليات الطاقة.

بهذا البرنامج الجديد, إختارت الصين عدم الإختفاء وراء حقيقة أن " بروتوكول كيوتو " يحرر الدول النامية من الإلتزام بخفض إنبعاثات غاز الصوبة حسبما قال ما كاى الوزير المسؤول عن لجنة الدولة للتنمية والإصلاح.

تهديد قاب قوسين أو أدنى

قال ليو شيويه دو:" التغيرات المناخية أخذت تفعل فعلها فى الصين بالسنوات الأخيرة. وينبغى ألا ننتظر حتى يفوت وقت العمل ".

منذ أواسط ثمانينات القرن 20, شهدت الصين 19 فصل شتاء دافئا. وفى عام 2006, وصل معدل درجة الحرارة الى 9.92 درجة مئوية شتاء ـ الأعلى منذ العام 1951. ذلك حسب الإحصاءات من المركز الوطنى للأرصاد الجوية.

أوضح لو أنه إذا استمرت التغيرات المناخية من دون كبح, فسينخفض إنتاج الحاصلات الصينية الرئيسية بما فى ذلك القمح والأرز والذرة الشامية حتى 37% فى النصف الثانى من هذا القرن. الإحترار العالمى سيؤدى أيضا الى خفض مناسيب الأنهار والى المزيد من الجفاف والفيضانات فى فترة 2010 ـ 2030, وستقل إمدادات المياه بغرب الصين عن الطلب حتى 20 مليار متر مكعب.

التغيرات المناخية تمثل أيضا تهديدا رئيسيا للمناطق سريعة التأثر أيكولوجيا مثل هضبة تشينغهاى ـ التبت كما لاحظ تشين دا خه الخبير فى الأنهار الجليدية, عضو أكاديمية العلوم الصينية.

قال :" الأنهار الجليدية على الهضبة كانت تذوب بشكل أسرع فى العقود الأخيرة ".

ولو لم تنخفض سرعة إرتفاع درجة الحرارة ـ قال محذرا ـ فإن مجمل مساحة الأنهار الجليدية ستتقلص الى 100.000 كيلومتر مربع فى عام 2030 من 500.000 كيلومتر مربع بالعام 1995. ولما كانت أنهار رئيسية عديدة فى آسيا, تأتى من الهضبة, فإن هذا التقلص سينجم عنه نقص فى المياه لأكثر من مليار نسمة فى آسيا.

الباحث ليو جينغ شى لمعهد بحوث هضبة تشينغهاى ـ التبت التابع لأكاديمية العلوم الصينية, يضيف بقوله أن الهضبة قد أصبحت رقيقة أيضا مع تذويب الإحترار العالمى للجمد السرمدى.

قال ليو أن ذوبان الجمد السرمدى قد فاض على بعض عائلات الرعاة التبتيين, وستزداد حدة خطورته عليهم فيما لو واصلت درجة الحرارة فى الإرتفاع.

التعاون الدولى

يصل نصيب الفرد من إنبعاثات غازات الصوبة فى الصين الى 3.66 طن ـ أقل من ثلث المستوى للدول المتطورة مثل هولندا حسبما قال الناطق بإسم وزارة الخارجية تشين قانغ فى مؤتمر صحفى بأواخر يونيو الفائت.

ليست الصين, كونها دولة نامية, ملزمة بالوفاء بالأهداف التى حددها بروتوكول كيوتو الذى يطلب من الدول الأكثر صناعية أن تقلل الإنبعاثات بمعدل 5.2% دون مستويات 1990 من عام 2008 الى عام 2012 كما قال تشين.

أضاف أنه برغم أن نصيب الفرد من الإنبعاثات منخفض, فإن الحكومة الصينية قد ركزت شديد الإهتمام على التغيرات المناخية, وإتخذت إجراءات فعالة لخفض الإنبعاثات وتأثيراتها السلبية.

قال أنه ينبغى للمجتمع الدولى أن يوطد التعاون وأن يساعد المزيد من الدول على شق الطريق المؤدى الى تنمية نظيفة, تحمى الأنظمة البيئية وتضمن إنجاز أهدافها التنموية على حد سواء.

قال د . جاسون بلاكستوك الباحث بجامعة هارفارد :" الصين مازالت فى عملية تصنيع, ولديها طاقة كامنة لتصبح إحدى طلائع العالم فى خفض غازات الصوبة أذا ما تم استخدام تقنيات سليمة قبل بناء المنشآت الصناعية ".

وقال أن الدول المتقدمة ينبغى لها أن تتحمل مسؤولية مساعدة الصين ودول نامية أخرى, عبر تقديم تقنيات متقدمة يحتاجها خفض غازات الصوبة من خلال التعاون الدولى.

إكتشاف بدائل

لأجل معالجة مسألة التغيرات المناخية, أصدرت الصين البرنامج الوطنى للتغيرات المناخية يوم 4 يونيو الماضى.

طبقا لحسابات شينخوا, فإنه اذا تحققت كل الأهداف الواردة فى البرنامج حول توليد الطاقة الهيدروجينية والنووية, وتحديث توليد الطاقة الحرارية, وتسهيل تطوير غاز طبقات الفحم, وإستخدام موارد الطاقة المتجددة مثل طاقة الريح والطاقة الشمسية والحرارة الجوفية, وتوفير الغابات والطاقة, فإن الدولة الأكثر تعدادا سكانيا بالعالم سينبعث منها 1.5 مليار طن من ثانى أكسيد الكربون بعام 2010, فى حين تظل تحقق نموا متسارعا.

فى نفس اليوم, أصدرت الصين أيضا << خطة العمل العامة لحفز الطاقة وخفض صرف الملوثات >> التى بموجبها تعهدت الحكومة أن تتمسك بالخطة الأصلية بشأن فعالية الطاقة وكذلك خفض إنبعاثات الملوثات الرئيسية بنسبة 10%.

هذه الخطة وجهت الإنتقاد الى الدوائر الحكومية بسبب ضعف إدراكها لأهمية فعالية الطاقة وخفض الملوثات.

ستصلح الحكومة آلية تقويم الحكومات المحلية ومسؤوليها, وذلك بإدراج تنفيذ مهمات فعاليات الطاقة وخفض الإنبعاثات الى أداء أعمالهم كما تنص عليه الخطة. وإحتوت أيضا توجيهات للدوائر الحكومية بإتخاذ أجراءات مفصلة لهذا الإصلاح. وبموجب الخطة, فإن الوحدات والفروع والأجهزة التابعة للحكومة المركزية, ستأخذ موقع الريادة فى تنفيذ فعاليات الطاقة وفعاليات المياه والمنتجات الصديقة للبيئة مثل مكيفات الهواء وأجهزة الكمبيوتر والطابعات وأجهزة العرض.

ستشجع الدولة وتدير الهيئات المالية لتعزيز دعم القروض للمشاريع المتعلقة بحماية البيئة والمؤدية الى تقليل التلوث. كما ستقدم الحكومة سياسات ضريبية تفضيلية لهذه المشاريع.

ستقوم الحكومة كذلك بإصلاح آليات الأسعار لمنتجات الموارد مثل النفط المكرر والغاز الطبيعى والكهرباء, وتقيد صادرات المنتجات العالية إستهلاك الطاقة والمنتجات الشديدة التلويث.

وسيتم إصلاح إستخدام الطاقة فى الصناعات عالية إستهلاك الطاقة مثل الفولاذ والمعادن اللاحديدية والبتروكيماويات والإسمنت, لأجل تحقيق أهداف توفير الطاقة بمقدار 50 مليون طن من الفحم المعيارى فى عام 2007 و240 ملين طن فى العام 2010.

إتخذت الدولة أيضا إجراءا يفضى الى تقليل الوقود الحفرى.

وسيشكل الوقود غير الحفرى 30% من إستهلاك الطاقة فى الصين بالعام 2050, بالمقارنة مع 10% حاليا كما قال يان لو قوانغ الباحث بأكاديمية العلوم الصينية.

ومع أن نصيب الفرد بالصين من انبعاثات غاز الصوبة أدنى مما هو لدى دول مثل الولايات المتحدة أو استراليا, فإن إعتمادها الشديد على الفحم يجعلها ملوثا رئيسيا ومساهما رئيسيا للإنبعاثات التى تسبب التغيرات المناخية.

وقال يان أنه بحلول عام 2050, سيشكل حرق الفحم نسبة أقل كثيرا فى إستهلاك الصين للطاقة بالمقارنة مع 70% حاليا.

وأضاف أن إستهلاك النفط سيساهم بحوالى 20% من الإجمالى وسيصل الى 800 مليون طن عام 2050, منها 75% ستستورد من دول أجنبية.

ومضى يقول أنه مع مواصلة نمو طلب الصين على الطاقة, فإن الإمدادات النفطية الكافية مهمة لأمن الطاقة بالبلاد.

سينمو الطلب على الغاز الطبيعى والطاقة الكهرمائية والطاقة النووية, ومع حلول عام 2050, ستشكل الطاقة الشمسية وطاقة الريح وطاقة الوقود الحيوى 15% من إجمالى إستهلاك الطاقة بالبلاد.

دعم علمى

صممت الصين المواقع الأولمبية لتكون صديقة للبيئة بقدر الإمكان, بمواد " خضر " وأنظمة لتوفير الطاقة وتدوير المياه, يحدوها فى ذلك أولمبياد أخضر وعالى التكنولوجيا عام 2008.

إستحدثت الأستادات الاولمبية طاقة شمسية وطاقة ريح وطاقة جديدة أخرى, هى حيوية وأساسية فى تقليل إنبعاثات غازات الصوبة.

أصدرت وزارة العلوم والتكنولوجيا و14 دائرة حكومية أخرى خطة عمل خاصة مشتركة للعلوم والتكنولوجيا بنهاية يونيو السابق, لأجل أن تعالج الصين التغيرات المناخية, وتقدم الدعم العلمى للبرنامج الوطنى للتغيرات المناخية.

إستثمرت الصين 2.5 مليار يوان ( 330 مليون دولار امريكى ) فى البحوث والتنمية لأجل السيطرة على التغيرات المناخية فى خلال فترة الخطة الخمسية العاشرة ( 2001 ـ 2005 ), بينما تخطط الحكومة لإستثمار 4.6 مليار يوان ( 610 ملايين دولار امريكى ) أخرى فى هذا المجال فى خلال الخطة الخمسية الحادية عشرة ( 2006 ـ 2010 ) حسبما قال وان قانغ وزير العلوم والتكنولوجيا.

قال وان أن الصين ينبغى لها أن تفكر فى تطوير " إقتصاد منخفض الكربون " و" إقتصاد يمتص الكربون ". الإقتصاد المنخفض الكربون هو إقتصاد منخفض الطاقة ويقوم على تلوث منخفض.

وقال أن ثمة أساليب أخرى, مثل تعزيز هيكل الطاقة, وتحسين معدلات فعالية الطاقة, وتطوير طاقة نظيفة ومتجددة, ينبغى إتخاذها للتعامل مع التغيرات المناخية.

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة