中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
بكين تطالب الجمهور بالتصرف اللائق
2007-09-13 00:00

يبدو في غاية الأناقة, وكمثل مهنيّ, يرتدي بدلة ويمشي الهوينى بشارع في رابعة النهار.

يتمايل رأسه قليلا, وثمة صوت خشن قليل ينبعث من خلف فمه. ثم يبصق في الشارع.

هذا انتهاك صارخ للقانون. يحدث آلاف - بل ربما مئات آلاف المرات كل يوم في العاصمة الصينية. ولكن مع محاولة بكين تجميل الصورة لأولمبياد 2008, تقوم حكومة المدينة واصحاب العقول النيّرة بما تراه من اعمال.

في خلال عطلة عيد العمال الممتدة اسبوعا بهذا العام - ابتداء من اول مايو - تم توزيع ما يزيد عن 100.000 كيس ورقي, ليطرح الناس بصاقهم فيها; وفرضت السلطات المحلية ايضا غرامات تتراوح من 20 يوان ( 2.6 دولار امريكي ) الى 50 يوان ( 6.4 دولار امريكي ) بحق 89 شخصا لانتهاكهم القانون الخاص بالبصق.

احدث حملة رسمية ضد البصق في الاماكن العامة, جرت بالعام 2003, لأجل رفع الوعي العام حيال انتشار وباء السارس.

ولكن كان صعبا القضاء على عادة البصق. فالطقس الغباري والمستويات العالية في التلوث. ذلك يعني ان كثيرا من الناس يرون أن من الضروري البصق في الشوارع لتسليك الحلق.

وانغ تاو - 35 سنة, عامل في مكتب الصحة لحي شيتشنغ, قرر ان يفعل شيئا حيال ذلك. بادئ ذي بدء, شرع يكافح عمل البصق في الشوارع بشهر مايو 2006. في عطلة نهاية الاسبوع, شكل وانغ وفرقته " نقار الخشب الأخضر " الناشئة والمكونة رئيسيا من متطوعين طلاب. هذه الفرقة تطوف شوارع بكين, تعمل على توضيح الخطأ الذي يقترفه كل من يبصق في الطريق.

قال: " نقدم مناديل ورق لمن يبصق, ونطلب منه ان يمسح آثار البصق. ولو رفض قمنا نحن بذلك امامه. هذا النوع من التصرف له فعالياته لدى أغلب الناس. "

وانغ ليس وحده. ففي اقل من عام على افتتاح اولمبياد بكين, تواصل بكين جهودها لتحسين شخصية المدينة مع ازدياد الوعي لدى المواطنين بشأن السلوك.

تشانغ هوي قوانغ, مديرة مكتب العاصمة بكين لتنمية قواعد الأخلاق - الهيئة الرسمية لمراقبة آداب السلوك, قالت: " استضافة الألعاب تعني اشياء اكثر من بناء الاستادات الكبرى. "

التقديرات الرسمية تقول ان الصين ستستقبل اكثر من 500.000 زائر ورياضي للألعاب. قالت :" الجوانب الايجابية والسلبية الصينية تتضخم - والانطباعات السيئة تبقى. "

قالت تشانغ: " ان تغيير العادات قبل الألعاب مسألة مهمة لتقديم ثقافة وتراث تاريخي للصين, وللعالم ككل."

تشانغ هوي قوانغ المعروفة باسم // سيدة السلوك الحسن //, تسابق الزمن لتحسين جمال المدينة. تستخدم هي وفريقها الاعلانات اليومية بالتلفزيون والرسوم الكاريكاتونية بالصحف والملصقات بالشوارع, في محاولة لتغيير العادات المتأصلة لدى 15 مليونا يعيشون في المدينة وحولها.

قالت تشانغ مشيرة الى البصق, والقفز من الطابور, والألفاظ البذيئة والتدخين على انها " الحشرات الجديدة " الاربع مقابل " الحشرات الأربع " - الفئران, الذباب, البعوض, العصافير, في عهد ماو تسه تونغ.

من الاجراءات الرامية الى " القضاء على الحشرات الجديدة الأربع " هي حملة " ضبط الطابور " التي اطلقت في فبراير 2007, وتجري في اليوم 11 من كل شهر. الرقم " 11 " اصبح رمزا الى " واحد وراء واحد ".

مفتشون في زي موحد للطوابير, اعلام ترفرف تظهر في محطات الحافلات والمترو في " يوم الطابور ", ضمانا لأن يقف الأفراد في صفوف. وفي هذه الأيام, خفت حدة التزاحم التقليدي على أبواب القطارات والحافلات.

قالت تشانغ: " في شهر مارس, ركزنا على محطات الحافلات والمترو. وفي ابريل, ركزنا على المستشفيات. قدمنا ورودا للمرضى الواقفين في طوابير تقديرا منا لحسن سلوكهم ".

اصدرت بكين ايضا 2.8 مليون كتيب حول آداب السلوك اليومية وزعت على 4.3 مليون عائلة, وقدمت دورات تهذيبية لجميع موظفي الخدمة المدنية, و870.000 شخص يعملون في قطاع الخدمات مثل سائقي السيارات والعاملين في المطاعم والمحصلين في الحافلات.

قال تشاو قوي لينغ - سائق سيارة في السادسة والثلاثين من العمر: " عبارات مثل: لا يعني لا, لا داعيا للتوضيح, لا استطيع مساعدتك. اسأل شخصا آخر - محظورة بشكل صارم.

ياو كوه, نائب مدير مصلحة ادارة النقل بالمدينة, قال ان مصلحته قد ابتكرت خطة من 12 نقطة لسائقي السيارات - تشمل: ممنوع التدخين في اثناء قيادة السيارة, وممنوع تقاضي أجرة زائدة, وممنوع البصق, وممنوع القاء المهملات.

قال ياو: " يجب على سائقي السيارات ان يتذكروا ان الخدمة التي يؤدونها انما هي نافذة على العاصمة الصينية, وانهم سيساهمون بقوة في تحسين صورة المدينة.

لقد تحققت نجاحات. اظهر استطلاع اجرته جامعة الشعب الصيني بنهاية يناير ان 4.95% من الأشخاص ما زالوا يبصقون في العام 2006, بانخفاض 3.5% عن رقم العام 2005.

من نوفمبر 2005 الى نوفمبر 2006, غطى الاستطلاع 10.000 مواطن محلي و1000 اجنبي عاشوا في بكين لأكثر من عامين. وجمع فريق الاستطلاع ملاحظات من 230.000 شخص في 320 موقعا عاما و180.000 سيارة.

كشف الاستطلاع ان القاء المهملات في الاماكن العامة, انخفض من 9.1% عام 2005 الى 5.3% في عام 2006, وان القفز من الطابور انخفض من 9% الى 6%.

احرز " مؤشر السلوك الحميد " لمواطن بكين 69.06 في عام 2006, بزيادة 3.85 نقطة عما بالعام 2005. هذا المؤشر يأخذ بعين الاعتبار انصياع عامة الناس للوائح في الصحة العامة, والنظام العام, والسلوك تجاه الأغراب وآداب السلوك في مشاهدة الأحداث الرياضية, والرغبة في تقديم مساهمات للألعاب الاولمبية.

على اية حال, ما زال " مؤشر السلوك " لا يفي بمتطلبات المعايير لأولمبياد 2008, كما قالت شا ليان شيانغ - البروفيسور في قسم علم الاجتماع لجامعة الشعب الصيني, توقعت ان يرتفع المؤشر الى 72 حتى 78 في اثناء دورة الاولمبياد.

اضافت: " من جهة, نحن نتطور ونحرز تقدما حاليا. ومن جهة اخرى, ما زلنا لدينا مشاكل عديدة. ان رفع آداب السلوك العامة والسلوك الحميد ليس شيئا يمكن ان نحققه في شهر او شهرين, ولا حتى عام واحد او عامين. "

تشانغ فا تشيانغ - نائب رئيس اللجنة الأولمبية الصينية, يوافق على ذلك: " مازلنا بعيدين عن الوصول الى المعايير التي تطلبها العاب اولمبية متحضرة حقا, وعليه فاننا سنواصل أداء اعمال مهمة في هذا الخصوص.

" ان الأولمبياد فرصة للتعلم, ولكن هذا ليس لمجرد الأولمبياد. اننا نحاول ان يرقى الجمهور في التحضر على الأمد الطويل. وفي خاتمة الأمر, ان تحديث الصين يتوقف على نوعية مواطنيها."

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة